كتب – علي تمام رغم تصريحات المسئولين والرؤساء مرارًا وتكرارًا بأن الوضع في سيناء تحت السيطرة، وما يحدث من عمليات إرهابية تستهدف الجنود هناك لن تتكرر مرة أخرى، إلَّا انه مازالت سيناء في فوضى أمنية حتى الآن وتخضع بين الحين والآخر لعمليات اغتيالات وتفجيرات. “طنطاوي” في 2012: الوضع في سيناء 100%.. والسيسي في فبراير 2015: خصصنا 10 مليار جنيه لمواجهة الإرهاب ومن أمثلة التصريحات المسكنة للوضع في سيناء، قال المشير طنطاويوزير الدفاع في عام 2012: إن وضع سيناء 100% فيرد أحد الوزراء “الوضع مطمئن”، فيكرر “طنطاوي” جملته ويقول: لا مش مطمئن وضع سيناء 100%. كما تعهد الرئيس محمد مرسي وقتها بفرض السيطرة الأمنية على سيناء بعد أول هجوم منذ انتخابه على مركز حدودي في رفح المصرية، مما أدى إلى مقتل 16 جنديًّا وعدد من المهاجمين، وعندما تولى المستشار عدلي منصور فترة الرئاسة الانتقالية للبلاد، أشار إلى أن مصر في حاجة إلى مشروع قومي متكامل لتنمية سيناء، ستعتمد فيه على سواعد الشباب وأبناء مصر” وحتى الآن لم يتحقق هذا المشروع، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووجه حديثه المشهور في فبراير 2015 إلى الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لشرق القناة، قائلًا:” تم تخصيص ميزانية قدرها 10 مليارات جنيه للتنمية ومكافحة الإرهاب في سيناء، والقوات المسلحة ستعمر وتبنى، كما ستحارب الإرهاب وتواجهه، وخاطب السيسي الفريق عسكر قائلًا: “أنا بشهد الناس عليك يا أسامة إن أحداث سيناء الإرهابية لا تتكرر مرة أخرى، وأنت مسؤول أمامي وأمام المصريين، عن أن هذا الحادث لا يتكرر مرة أخرى”. تسلسل زمني للوضع في سيناء في أغسطس 2011، قتلت إسرائيل 5 جنود على الحدود عند العلامة الدولية رقم 79 بصحراء النقب، أثناء مطاردة القوات الإسرائيلية للعناصر التي نفذت هجمات مدينة إيلات الإسرائيلية. في أغسطس 2012، استشهد 16 من الجنود المصريين إثر هجوم مسلحين مجهولين على مركز أمني مصري على الحدود مع إسرائيل. واستولى المسلحون على مدرعتين، فيما عرف وقتها بمذبحة رفح الأولى، بالقرب من معبر كرم أبوسالم أثناء أثناء تناول الجنود إفطار رمضان. وفي مايو عام 2013، كانت الأزمة الكبيرة بشأن خطف عدد من الجنود والضباط كرهائن من قِبَل بعض الجماعات الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، وظهر وقتها المختطفون في شريط فيديو وهم يستنجدون ويطلبون من النظام وقت رئاسة محمد مرسي الإفراج عنهم. وفي صباح 22 مايو أطلق سراح الرهائن بعد محادثات بين الخاطفين والبدو. وفي 19 أغسطس 2013، وقعت مذبحة رفح الثانية، التي نفذت على الحدود بين مصر وإسرائيل، وأسفر عن استشهاد 25 جنديًّا مصريًّا، وإصابة اثنين آخرين، بعد أن أوقف مسلحون حافلتين تقل الجنود من إجازتهم إلى معسكراتهم بشمال سيناء في رفح وقاموا بإنزال الجنود وقتلوهم. وفي 11 سبتمبر 2013، استهدف انتحاري مقر المخابرات العسكرية المصرية في رفح، وفي نفس الوقت صدمت سيارة ملغومة نقطة تفتيش تابعة للجيش، وقتل تسعة جنود على الأقل في هذين الهجومين اللذين نفذا في وقت واحد. وفي 28 يونيو 2014، وقعت مذبحة أسفرت عن استشهاد 4 جنود أمن مركزى مصريين بمنطقة سيدوت، في أولى ليالي شهر رمضان، بعد أن نصبت مجموعة من العناصر الإرهابية كمينًا وهميًّا عند منطقة باب سيدوت، وأوقفت سيارتين ماركة «فيرنا»، وسيارة دفع رباعي وسط الطريق، لإجبار السيارات على التوقف، واطلعوا على البطاقات الشخصية للمواطنين، وتعرفوا على المجندين الأربعة الذين كانوا قادمين من معسكر الأمن المركزي بالأحراش، في طريقهم لقضاء إجازتهم، فقاموا بإنزالهم، وأوقفوهم صفًّا واحدًا، على طريقة مذبحة رفح الثانية، وأطلقوا النار عليهم من الأمام حتى سقطوا جميعًا شهداء، ثم لاذوا بالفرار. وفي أغسطس 2014، استشهد 33 جنديًّا مصريًّا في هجومين بسيناء، حيث قتل 3 جنود مصريين في هجوم ثان وقع في مدينة العريش بسيناء الجمعة، بعد ساعات من هجوم أول راح ضحيته 30 جنديًّا مصريًّا في منطقة الشيخ زويد الواقعة في محافظة شمال سيناء. ووقتها أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارًا بإعلان حالة الطوارئ في سيناء لمدة 3 أشهر. وفي أبريل 2015، قتل 14 شخصًا، معظهم من رجال الأمن، وأصيب أكثر من 45 آخرين في ثلاث هجمات تبنتها، ما يسمى بـ”ولاية سيناء”، فرع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر، استهدفت عناصر الجيش والشرطة، في شمال سيناء. كما تبنت “ولاية سيناء” في مايو 2015 مقتل ثلاثة قضاة في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانوا يستقلونها في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء. وآخرها اليوم 1 يوليو 2015، شنت “ولاية سيناء” أكبر عملية إرهابية منظمة في سيناء منطقة الشيخ زويد، والتي أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة بأن المعلومات الأولية تشير بمهاجمة عدد 5 أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء، واستشهاد 10 جنود، في الوقت الذي أعلنت ولاية سيناء عن اشتباكات على أكثر من 15 موقعًا للجيش وتنفيذ 3 عمليات بنادي الضباط بالعريش وكميني السدرة وأبو رفاعي بمدينة الشيخ زويد، كما أشارت ”سكاي نيوز” الإخبارية عن مقتل وإصابة أكثر من 60 من أفراد القوات المسلحة. “سيف الدولة”: القوات العسكرية مكبلة بـ”كامب ديفيد”.. والعملية الإرهابية لن تكون الأخيرة من جانبه قال المفكر القومي، محمد عصمت سيف الدولة: سيناء هى المنطقة الوحيدة في مصر التي شهدت كل هذه الجرائم مجتمعة ومتتالية على هذا الوجه. فحتى بعد الثورة المصرية، حين عم الانفلات الأمنى مصر كلها، كانت سيناء المنطقة الوحيدة التي شهدت كل هذه الاعتداءات على القوات المصرية من الشرطة والجيش؛ بسبب رئيس وواضح وهو القيود الأمنية والعسكرية التي فرضتها علينا المعاهدة، وحالت دون نشر ما يلزم من قوات لتحقيق السيادة والسيطرة الكاملة للدولة المصرية على كامل التراب الوطني هناك، مضيفًا أنه ما لم يتم تحرير مصر تمامًا من القيود التي فرضتها وتفرضها اتفاقيات كامب ديفيد على وجودنا العسكري هناك، فإنها لن تكون آخر العمليات ولن يكونوا آخر الشهداء. وتابع، أن للتنسيق الأمنى مع إسرائيل دورًا رئيسًا كبيرًا فيما حدث، فاشتراط قبول إسرائيل وموافقتها على أعداد القوات المصرية الإضافية وتسليحها ومناطق انتشارها وطبيعة مهماتها وخطط تحركاتها ومدة بقائها في المنطقة ج، وفقًا للمصالح والأولويات الأمنية الإسرائيلية، يقيد إلى حد بعيد من قدرتها على القيام بمهماتها.